ÙÙŠ مثل هذا اليوم قبل 25 سنة، توقّ٠الهدير ÙÙŠ رأسه، ولمّا تزل قامته ترخي بظلّها على الذين جاؤوا بعده. آمن بأن الأغنية تسهم ÙÙŠ بناء Ø§Ù„Ù†ÙØ³ البشريّة، وترك بصماته على ذائقة معاصريه... لأنّه
"عبّر عن Ù†ÙØ³Ù‡ بإخلاص"
مثّل عاصي ومنصور شخصية Ùنية معنوية ÙˆØ§ØØ¯Ø© هي «Ø§Ù„أخوين Ø±ØØ¨Ø§Ù†ÙŠ»ØŒ لكن هذا لا يمنعنا من القول إنّ لكل منهما ميّزات خاصّة، أثّرت على Ù†ØÙˆ Ù…ØªÙØ§Ø¹Ù„ بعضها ÙÙŠ البعض الآخر (وربما على Ù†ØÙˆ مستقلّ)ØŒ ÙÙŠ العمل الÙنّي. ØØªÙ‰ منصور تكلم عن ØµÙØ§Øª عاصي باعتبارها خاصّة بالأخير. خصائص النتاج الÙنّي العام شيء (الأخوين Ø±ØØ¨Ø§Ù†ÙŠ)ØŒ ÙˆÙØ±Ø§Ø¯Ø© المرء، مستقلاً أو ضمن شراكة، شيء آخر (عاصي ومنصور ÙˆÙيروز). ÙÙŠ ذكرى عاصي، نتناول ما رسمته لنا الشهادات به Ù…ÙÙ† Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø¹Ù†Ù‡ØŒ Ø¨ÙØºÙŠØ© تبيان علاقة عضوية Ù…ØØªÙ…َلة بين شخصية هذا العملاق وطبيعة مساهمته الأساسية ÙÙŠ المشروع الÙنّي الكبير للأخوين Ø±ØØ¨Ø§Ù†ÙŠ ÙˆÙيروز. ما همنا ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن قدرات عاصي التقنية ÙÙŠ العز٠والتلØÙŠÙ† والتوزيع وكتابة الشعر ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³Ø±ØØŸ كل هذا يبقى أدوات بين يدي Ø§Ù„Ù…Ø¨Ø¯ÙØ¹.
الأهم هو السبب الكامن وراء ØØ³Ù’Ù† استخدام هذه العناصر. التعب ضروري، وكذلك المهنية والدقة والسعي Ù†ØÙˆ Ø§Ù„Ø£ÙØ¶Ù„ ÙÙŠ التنÙيذ، لكن، مرةً جديدة، ما هو السبب وراء ذلك؟ سبق أن تكلّمنا عن «Ø§Ù„سرّ»ØŒ ÙÙ„Ù†ØØ§ÙˆÙ„ أن نجد هذا السرّ.
هناك ميزة عند عاصي، لعلّها قاسم مشترك بين كل ما قيل عنه ÙˆÙƒÙØªØ¨ØŒ رغم الاختلا٠ÙÙŠ التعبير عنها، نسبةً إلى زاوية مقاربتها: القلق، والشكّ والإيمان، وكذلك الأسئلة الوجودية والميتاÙيزيقية (إلى أين؟ ماذا بعد؟). الÙنّ (والشعر منه) ÙˆØ§Ù„ØØ³Ø§Ø¨ (الخاصّة الأساسية، لكن المخÙيّة، ÙÙŠ الموسيقى) والميتاÙيزيقيا. هكذا لخّص عاصي ثالوث الكون الذي لا ÙŠÙ†ÙØµÙ… على ØØ¯Ù‘ تعبيره.
يروي Ù…ÙŽÙ† عرÙوه أنه كان Ù…Ù†Ø®Ø·ÙØ§Ù‹ على Ù†ØÙˆ شبه دائم. موجود وغير موجود. غائب. يدقّ على صدره إيقاع Ù„ØÙ†Ù يعذّبه. Ù„ØÙ†ÙŒ ÙÙŠ مرØÙ„Ø© المخاض المؤلم الذي يسبق الولادة مباشرةً. «Ù…سلوب»ØŒ يقول زياد ÙÙŠ وصÙÙ‡ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø¨Ù‘ÙØ± لهذه Ø§Ù„ØØ§Ù„ة، لكن مسلوب إلى أين؟ إلى الماورائيات؟ إلى الÙنّ شعراً وموسيقى؟ ÙÙŠ Ø§Ù„ØØ§Ù„تين، ما زلنا ضمن ثالوث الكون. أو ربما هذا هو مصير Ù…ÙŽÙ† ÙŠØ¨Ø¯ÙØ¹ للقريب مستلهماً البعيد. جسده يبقى قريباً، هنا، ÙˆÙ†ÙØ³Ù‡ تØÙ„Ù‚ بعيداً، هناك. هو جسر القمر، كما وصÙÙ‡ أنسي Ø§Ù„ØØ§Ø¬.
معرو٠عند الأخوين Ø±ØØ¨Ø§Ù†ÙŠ Ø§Ù„Ø¨Ø³Ø§Ø·Ø©. الناس البسطاء. الØÙŠØ§Ø© البسيطة. معظم ما صنعوه شعبيّ. ÙŠÙهمه كل الناس ويمس أبسط البسطاء. إذاً هناك ازدواجية بين المصدر العالي، Ø§Ù„Ù…Ù†ÙØµÙ„ ولو شكلياً عن الØÙŠØ§Ø© اليومية، والنتيجة النهائية التي لا علاقة لها إلّا بالØÙŠØ§Ø© اليومية. ربما التصادم الدائم بين هذين الهمّيْن المتباعدَيْن، ÙÙŠ Ù†Ùْس عاصي الÙنان، هو السبب وراء هذه Ø§Ù„Ø§Ù†ÙØ¬Ø§Ø±Ø§Øª واللهيب الذي ولّده إبداعه. هذه قاعدة مسلّم بها ÙÙŠ العلوم. وقد يكون الأمر كذلك ÙÙŠ الخلق الÙنّي. ÙØ§Ù„خلق بمعناه الكوني هو نتيجة أعلى «ØØ§Ø¯Ø«Ø©» تصادم ÙÙŠ الوجود، صØÙŠØØŒ لكن تبع القاعدة Ù†ÙØ³Ù‡Ø§ الكون آخذٌ ÙÙŠ التمدّد، وكذلك «ÙƒÙˆÙ†» الأخوين.
الشك والإيمان يعملان أيضاً ÙÙŠ هذا الاتجاه. ÙˆØ§Ù„Ø£ØµØ Ø£Ù† الشك والإيمان هما الشك Ùقط. ÙØ§Ù„شك هو Ø§Ù„ØØ¯ Ø§Ù„ÙØ§ØµÙ„. أو النقطة التي يتصارع عندها الإيمان وعدم الإيمان، وتتكث٠Ùيها الأسئلة بسؤال ÙˆØ§ØØ¯: إلى أين؟ إلى اليمين أم إلى الشمال؟ إلى الإيمان، وننتهي من هذا الصراع، أم العكس؟ لم يغلب أيّ منهما الآخر عند عاصي. ربما لم يقتنع، بصدق، بأيّ٠مÙÙ† الجوابيْن لكي يجاهر بهذا الخيار أو ذاك، ÙØªØ±ÙŽÙƒ الأمور معلّقة عند نقطتيْ التعجّب والاستÙهام، أي الشك. أما قلق عاصي، Ùلا يخرج عن المساهمة ÙÙŠ هذه اللعبة المدمّرة/ البنّاءة. قلق عاصي قلقان. كل منّا يعاني Ø£ØØ¯Ù‡Ù…ا، لكنهما اجتمعا ÙÙŠ عاصي Ùˆ«Ù…Ø±Ø¬ØØ§Ù‡» بين البشر، والـ «ÙƒØ¨ÙŠØ±» كما كان يسمّي الخالق. قد تكون كل هذه الأسباب وراء عشق عاصي للطبيعة.
ادب ÙˆÙنون
العدد ١٤٤٢ الثلاثاء ٢١ ØØ²ÙŠØ±Ø§Ù† ٢٠١١