مروان خوري بدقيقة يوجّه رسالة إنسانيّة       نادر الأتات يغنّي "الكورونا" ويحثّ النّاس أن يبقوا بالبيت       يوسف الخال لـ يوسف الخال: "بضّل قد الذرّة بترابك"       تكريم أمين معلوف       هل جاكي شان مُصاب بفيروس كورونا؟       تعرف على أكثر الدول أمانا عالمياً وعربياً       حصل على اللقب وتوفّي... أكبر معمر بالعالم       لا علاج ولا لقاح حتى الآن لـ"كورونا"       فيروس كورونا يوقف جان يامان في إيطاليا       جورج وسوف يودّع والدته "ماما يا ماما"      
"اكتشف لبنان في التاريخ العثماني" في جامعة الروح القدس

افتتح مركز فينيكس للدراسات اللبنانية في جامعة الروح القدس- الكسليك ومعهد يونس إيمرة في بيروت، بالتعاون مع رئاسة الأرشيف العثماني في تركيا وسفارة الجمهورية التركية في بيروت، مؤتمراً ومعرضاً للوثائق العثمانية المتعلقة بتاريخ لبنان الحديث تحت عنوان "اكتشف: لبنان في الأرشيف العثماني"، وذلك بحضور النائب فريد الياس الخازن، سفير جمهورية تركيا في لبنان تشاتاي إرتجي، الملحق العسكري في السفارة التركية في لبنان إردجان أيايدين، نائب رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك وعميد كلية الآداب الأب كرم رزق ممثلاً رئيس الجامعة الأب الدكتور هادي محفوظ، أمين عام الجامعة الأب ميشال أبو طقة، رئيس دائرة الأرشيف العثماني في اسطنبول أوندر باير، مدير معهد يونس إيمرة في بيروت جنكيز أروغلو، مدير المكتبة العامة ومركز فينيكس للدراسات اللبنانية في الجامعة الأب جوزيف مكرزل بالإضافة إلى عدد من المؤرخين والباحثين والأساتذة والشخصيات العسكرية.الأب مكرزلبعد النشيدين اللبناني والتركي وكلمة تقديم لروديكا عجيل من مركز فينيكس، تحدث مدير المكتبة العامة في الجامعة ومدير مركز فينيكس للدراسات اللبنانية الأب جوزيف مكرزل عن أهمية الأرشيف والمحافظة عليه ودراسته ونشره. ثم تطرّق إلى التاريخ العثماني للمناطق اللبنانية، معتبرًا أنه بالرغم من كل ما كتب استنادًا إلى الأرشيف العثماني فإن مجموع ما استعمل منه يبقى ضئيلاً جدًّا أمام هذا الكم الهائل الذي تحويه مستودعات الأرشيف العثمانية، ومتسائلاً "كيف استطاع البعض كتابة تاريخ لبنان من دون الرجوع إلى الوثائق الأصلية المحفوظة في دور الأرشيف العثمانية؟" .أورغلوثم ألقى مدير المركز الثقافي التركي "يونوس إمري" في بيروت جنكيز أورغلو كلمة شدد فيها على أهمية هذا المؤتمر الذي يُعقد لأول مرة في لبنان، معتبراً أنّ "الوثائق والمخطوطات في الأرشيف العثماني هي من أهم عناصر القوة الكامنة لتركيا بعد أن خطت خطوات ثابتة للوصول إلى القوة العالمية في الآونة الأخيرة... فإنّ الأرشيف العثماني هو من أكبر الأرشيفات في العالم، وعدد الباحثين في هذا الأرشيف يأتي في المراتب الأولى. وهذا الأرشيف ليس فقط للدولة التركية، بل أرشيف لما يقارب الأربعين دولة مستقلة موجودة في جغرافيا الدولة العثمانية، تستطيع الاستفادة منه".وأضاف: "إنّ إهمال أو عدم الاهتمام بالأرشيف العثماني لكتابة تاريخ المنطقة أو حتى تاريخ العالم لابدّ أن يكون تاريخاً ناقصاً وبدون أسس علمية، لأنه باعتمادنا على وثائق الأرشيف العثماني يمكن أن نصل إلى حلول لكثير من القضايا المثيرة للجدل مثل المجاعة والتهجير في الحرب العالمية الأولى".السفير إرتجيأما السفير التركي في لبنان تشاتاي إرتجي فأعرب عن شرفه لحضور هذه الندوة والمعرض، منوّهًا بأهميتهما البالغة من الناحية التاريخة. ثم تحدث عن العلاقة التاريخية الغنية التي تربط بين البلدين، مبديًا الاستعداد لتطوير العلاقات، خصوصًا في مجال العمل والبحث في الأرشيف العثماني.الأب رزقوألقى نائب رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب الأب البروفسور كرم رزق كلمة باسم رئيس الجامعة أثنى فيها على هذا التعاون، وشكر من مهَّد له، ووثّق عراه، لافتاً إلى أنّ "السلطنة العثمانيّة ورثت أمبراطوريات قديمة وعريقة. وشكّلت القوّة العظمى الأولى بلا منازع في العالم، زهاء قرنين ولاسيّما في الخامس والسادس عشر. وحافظت على موقعها بين الدول الكبرى خلال حقبة تزيد على الخمسمائة سنة. بسطت خلالها نفوذها على مناطق واسعة، تتعلّق بثلاث قارّات: آسيا وأوروبا وأفريقيا. وحكمت الشرق الأوسط مدّة أربعمائة سنة ونيّف. خضعت لها بلادُنا، وعرفت عدّة أنواع من الأنظمة. تصدَّرتها الإمارة بدعاميتها المعنيّة والشهابيّة. وتلتها القائممقاميتان وملابساتها. وختمتها المتصرفيّة بمستقرّاتها وتغيّراتها". وأضاف: "تميّز كلُّ نظام بخصائص معيّنة، ولكنّها قامت جميعُها على روابط معقّدة حيكت بين السلطة المركزيّة والسلطة المحليّة، وأنتجت هذه العلاقات تارةً نشاذاً وانحرافاً وفوضى، وطوراً انضباطاً وانتظاماً وانسجاماً. والسرّ كلّ السرّ يكمن في تدبيرها تأرجحاً بين مساومة وتوازن وقطعِ دابرٍ. غير أن شبكة العلاقات لم تنحصر ضمن الأطر الرسميّة المعهودة. ولم تستأثر فيها الطبقات العليا. ولم تقتصر على صنف واحد من أصناف الاجتماعيات، كاللياقات مثلاً. ولم تتسمّر أو تتجمّد في رقعة واحدة بل انفتحت جميعُ بقاعِ الأمبراطوريّة وأصقاعِها على بعضها البعض. وساعدت المواصلاتُ الحديثة على انفتاحها واتساعها وتحرّكها منذ منتصف القرن التاسع عشر...""ولعلَّ أفضل ما ورثناه من عمق هذا التاريخ السحيق هو احترام التعدّديّة وحب الحريّة والديموقراطيّة وهي ما يميّز دستورَنا الذي قام بين الممكن والمستحيل. لا يوغل في التعصّب الديني، ولا يتيه في معميّات الدهريّة البرّاقة. كما أنّه لا يدع جماعة تطغى على أخرى ولا أفراداً على آخرين. ولعلَّ صمودَه في وجه صواعق الربيع العربي ومخلّفاته الداعشيّة هو خيُر دليلٍ على صحّته. وبالمناسبة ومرّة جديدة نحيّ عبقريّة واضعيه ونبوغهم".