كلاّ لم تخدعنا جوليا، لم تخدش الهالة التي وضعناها حولها منذ بداياتها، لا، الهالة التي وضعتها بنفسها حولها! مُحاطة بأفراد عائلتها تألّقت كفراشة نثرت الفرح وحبّ الوطن بدت ساحرة مساء السبت، ساحرة بعينيها اللتين لم تستوعبا آلاف الأشخاص الذين قصدوا الواجهة البحرية لمدينة ضبية صفّقوا لها، غنّوا معها، طالبوها بالمزيد والمزيد وهتفوا باسمها مرارًا...

غنّت الحبّ فتسارعت دقّات القلوب، غنّت الوطن لا بل الأوطان المجروحة لبنان، سوريا، العراق... "منرفض نحنا نموت قولولن رح نبقى..." وبظلّ رائحة النفايات التي تعمّ الشّوارع غنّت "أنا بتنفّس حريّة" كما غنّت جديدها "أنا مين وغيرها والجمهور يصفّق ويصفّق وكم كان طمّاعًا وهو يطالب بالمزيد والمزيد.

جوليا سألت "وينك يا الياس؟" (زوجها وزير التربية الياس بو صعب) وعايدت ابنها سامر، وشقيقتها صوفي اعتلت المسرح وغنّتا معًا ولم تنس رفيق النجاح الدّائم شقيقها زياد فكان حاضرًا على المسرح وعلى الشاشات من خلال شريط مصوّر يجمعهما... هذه الأجواء العائليّة منحت ثقة للحاضرين أنّ جوليا (بنت بيت) ومن افراد عائلته راضون عنه وبقربه فهو مسلّح وقوّي كقوّة صوت جوليا...

"لا بأحلامك" عنوان إحدى أغنياتك ولك نقول: لا بأحلامك أن نكفّ عن حبّك! شكرًا لأنّك بكلّ بساطة جوليا كما أنت عليه... نحبّك، نحترمك، نقدّر فنّك وأعمالك والتزامك... ولمن يدّعي أنّه ينظّم كبار المهرجانات نقول : المهرجان يكبر بضيوفه واسم جوليا يكبّر المكان الذي يصدح صوتها فيه.

نحن على الموعد دائمًا... إلى اللقاء في مهرجانك الجديد والذي من المؤكّد أنّك ستتفوّقين فيه على نفسك.